يوليو 2010 |
24 |
المصدر: الأهرام العربى
بقلم: اسامة الدليل
لم تعد المليارات التي رضعتها شركات الأمن الخاصة العاملة في العراق وأفغانستان هي النجم الأوحد في تحقيقات الجيش الأمريكي والكونجرس في مسلسل إهدار أموال دافعي الضرائب في أمريكا، فهناك نجم جديد ترشحه صحيفة واشنطن بوست الأمريكية هذه الأيام لبطولة مشهد الفشل، وهو مجتمع المخابرات الأمريكية الذي يعد عالما خفيا ينمو ويتعاظم دون أن يراه أحد، ويضم عددا من العاملين لا يمكن حصرهم ولا تتبع مليارات ميزانياتهم، ويشمل1271 هيئة حكومية و1931 شركة خاصة للمخابرات تعمل في مجالات مكافحة الإرهاب والأمن الداخلي في10 آلاف موقع بالولايات المتحدة!!
ووفقا لما حصرته الصحيفة من وثائق رسمية، يحمل854 ألف شخص بطاقات هوية تابعة للمخابرات أي ما يفوق مرة ونصف المرة عدد الذين يعيشون في العاصمة الأمريكية واشنطن والتي تضم33 مبني يعمل لحساب المخابرات تم بناء أغلبها بعد هجمات11 سبتمبر، تفوق هذه المباني في مساحتها ثلاثة أضعاف مساحة مبني وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" و 22 مرة حجم مبني الكونجرس الأمريكي "الكابيتول" بإجمالي1.6 مليون متر مربع!!
الفضيحة التي تنشرها الواشنطن بوست علي 3 حلقات بداية من هذا الأسبوع تحت عنوان "أمريكا فائقة السرية" هي نتاج تحقيق صحفي استغرق عامين، قام به كل من الكاتبة دانا بريست الحائزة علي جائزة بوليتزر للصحافة والكاتب ويليام أركن المتخصص في شئون الأمن القومي ومعهما فريق مكون من24 محررا، وانتهي البحث الذي تضمن وثائق ومقابلات مع رجال أكثر من16 وكالة مخابرات أمريكية بما فيها المخابرات الحربية، إلي أن الفشل المخابراتي الأمريكي الذي ظهر جليا في هجمات11 سبتمبر إلي اليوم يقف وراءه إفلاس تام في جمع المعلومات برغم التضخم المرعب في حجم المجتمع المخابراتي، مع وجود بيروقراطية متوحشة كانت وراء استقالة آدم بلير مدير المخابرات القومية الذي راح ضحية صراعات إدارية داخلية ليخلفه الجنرال جيمس كلابر.
لكن المثير أن التحقيق الصحفي الذي يعد في حد ذاته فشلا للمخابرات كونه أضاء كل المصابيح علي العالم المظلم بطبيعته، كشف عن أن عالم المخابرات الأمريكية يفتقر للكفاءة ولا يمكن إدارة مشاكله أو إصلاحه خلال المدي المنظور، كما سلط الضوء بكثافة علي شركات المخابرات الخاصة التي تعمل داخل أمريكا وخارجها، وطبيعة المهام التي تقوم بها وحجم التعاقدات المالية معها علي مدار السنوات التسع الماضية والتي تفوق المليارات التي تتقاضاها شركات الأمن الخاصة المتعاقدة مع الجيش الأمريكي في العراق وأفغانستان، والأخطر أن التحقيق حدد أماكن منشآت المخابرات العاملة في كل أرجاء أمريكا وهي المفترض أن تكون منشآت سرية للغاية!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق