الأربعاء، 16 نوفمبر 2011

كنت شاهد عيان. ولا أقول إلا الحق

يوليو 2011
المصدر: الأهرام العربى


سألتهم: لماذا ليلة 23 يوليو بالذات. ولم أجد جوابا
سألتهم: لماذا بعد 59 سنة من تحرير مصر من الاستعمار البريطاني ولماذا فى العباسية بالذات التى كانت مقرا لقيادة الجيش البريطاني. ولماذا مبنى وزارة الدفاع الذى يجاور مسجد جمال عبدالناصر قائد تنظيم الضباط الأحرار. ولماذا ولماذا. ولم أجد جوابا.
حتى إننى سألتهم: لماذا لم يتم التنسيق مع ائتلاف شباب الثورة بالعباسية. ولمأجد جوابا.
لكن ما وجدته فى ليلة 23 يوليو. ناشطةشابة نحيلة الجسد. بصقت على شباب العباسية وأنقذتها الشرطة العسكرية بأعجوبة من براثن غضب النخوة والرجولة المجروحة لشباب كل ذنبهم أنهم يفخرون بحراس الشرف. القوات المصرية المسلحة.
ما وجدته كان لافتة مكتوبة على ورق من صناديق الكارتون مخطوط فوقها: «نريد مجلس رئاسى مدنى والتعيين فى الأوقاف»!. ما وجدته كان لافتة مكتوب عليها: «يسقط حكم العسكر». وكان من يرفعها من الخسة والنذالة أن يدور بها أمام الجنود الذين حموا ثورة 25 يناير وأعطوا لضحاياها لقب (شهداء). فمنحوا - وأكرر منحوا - بذلك الثورة شرعيتها. كان من الخسة والنذالة لدرجة أنه نسى أو تناسى أنها ليلة عيد القوات المسلحة المصرية. هذا الجيش العظيم الذى لم يدنس سلاحه أبدا بدماء المصريين. بينما جيوش الشرق الأوسط بأسره تفتح نيرانها على المدنيين دون أن يرمش لها جفن. بما فيها جيش إسرائيل الذى يزعم ليل نهار. طهارة سلاحه.
وعندما مالت شمس يوم 23 يوليو للمغيب. كنت حاضرا أيضا كشاهد عيان على فوضى فرض إرادة المتظاهرين ضد جيش مصر بالقوة. وكانت كاميرات متعددة إلى جوارى ترصد هبة الشعب المصرى فى العباسية وشارع القشلاق والوايلى والحسينية ومنشية الصدر ضد استبداد الأقلية التى تريد خطف آخر ما يباهون به العالم. وآخر ما تبقى لشعب مصر من كرامة. حتى وإن اتهمتهم «الجزيرة» بأنهم بلطجية. لقد جرحوا مرتين وعشت معهم الليل حتى بزوغ الفجر. أضمد جراح كرامتهم، وهم?يضمدون - بحنان أصحاب الواجب وحكمة أصحاب الأصول - جراح الغباء السياسى لأكثر من 300 من المتظاهرين فى مستشفى الدمرداش وعين شمس. لا أحد منهم تنصل من واجب الوطنية. لكنهم أقسموا على ألا تمر الخسة والنذالة على ديارهم.من جديد!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق