الأربعاء، 16 نوفمبر 2011

القنبلة الإيرانية ـ الأمريكية

نوفمبر 2011
المصدر: الأهرام اليومى

لا تصدق كل ما يقال عن استعدادات أمريكية ـ إسرائيلية لضرب إيران للقضاء على برنامجها النووي، فما يحدث حاليا جزء من مسرحية نتابع فصولها منذ سنوات وستنتهى خلال عامين على الأكثر بامتلاك إيران لسلاح نووى وبقاء القوات الأمريكية فى المنطقة إلى الأبد.
لو أرادت الولايات المتحدة القضاء على البرنامج النووى الإيرانى حقا لتدخلت منذ سنوات قبل أن تطور طهران قدراتها وصولا لما يعتبره الخبراء مرحلة الحصول على الخبرات اللازمة لتصنيع السلاح النووي، ولكنها لم تفعل لأن ذلك لا يخدم مصالحها الاستراتيجية فى المنطقة.
وأولى هذه المصالح هى البحث عن مبرر لإقناع الرأى العام الأمريكى والدول العربية الخليجية بقبول فكرة بقاء القوات الأمريكية لفترات طويلة بدعوى حماية الأمن القومى الأمريكى وحماية الدول العربية المهددة من إيران النووية.
وللولايات المتحدة سابقة فى هذا الشأن مع كوريا الشمالية حين انتهجت سياسات، وتراجعت عن تنفيذ اتفاقيات ثنائية، مما دفع بيونج يانج للرد بإنتاج سلاحها النووى ونجحت واشنطن فى خلق (بعبع) يبرر استمرار الوجود العسكرى الأمريكى فى كوريا الجنوبية واليابان.
وبالتالى فما يحدث الآن يهدف إلى إلهاء إيران عن مساعدة نظام الأسد فى سوريا، وإلقاء الرعب فى قلوب دول الخليج لشراء مزيد من الأسلحة الأمريكية، وخلق أجواء توتر تبرر للعراقيين طلب بقاء القوات الأمريكية لفترات تتجاوز ما وعد به أوباما الناخبين فى بلاده.
أمريكا تدرك جيدا أن ضرب إيران يعنى كوارث أهمها وقف تدفق بترول جميع دول الخليج عبر مضيق هرمز وهو ثمن لا يمكن تحمله دوليا. كانت تعلم ذلك قبل قيامها بالمناورات المشتركة مع إسرائيل وبالتالى فالمناورات كانت لأهداف أخرى ولا علاقة لها بضرب إيران.
الخلاصة أن العرب فى طريقهم لمرحلة (سوداء) فى تاريخهم سيخضعون فيها لاستعمار غربى من نوع جديد يتميز بالدهاء واللين، وستستخدم خلالها ثرواتهم البترولية لحل المشاكل المالية للدول الكبرى خاصة الولايات المتحدة التى أنفقت مئات المليارات لمحاربة أسامة بن لادن (أو بشكل أدق لحصار روسيا والصين)، وحان وقت جنى الأرباح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق