الأربعاء، 16 نوفمبر 2011

ترجمة: تركيا متهمة باغتيال الزعيم الكردي – في محاولة لاشعال حرب أهلية في سوريا


مشعل تمو
بقلم طوني كارتالوتشي
المقال بالإنجليزية: Infowars.com
ترجمة: خارج السرب للترجمة -كرم الأحمد-.
9 تشرين الأول 2011
تركيا, الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي, والدولة الشهيرة بارتكاب المجازر ضد الأكراد, ليس فقط ضمن حدودها ولكن الى أبعد منها, بما في ذلك عمليات التوغل المتعددة في العراق خلال الأعوام 2007,2008 و 2010 بواسطة كتائب الدبابات, فضلاً عن الغارات الجوية على أهداف “مشتبه بها” للمسلحين على جانبي الحدود, وهي أيضاً الدولة التي لعبت دوراً في اغتيال الزعيم الكردي السوري مشعل التمو وذلك وفقاً لناشطين أكراد. ذكرت وكالة الأنباء العربية السورية (سانا) بأن قادة الأحزاب الكردية اتهموا المخابرات التركية باغتيال التمو, بهدف اشعال الفتنة في شمال محافظة الحسكة. الحسكة, تلك المحافظة السهلية التي تتشارك بالحدود مع تركيا— الحدود التي عمدت تركيا طوال عقود الى عسكرتها بشكل منتظم في حربها الطويلة ضد الشعب الكردي في تلك المنطقة. وهي ذاتها الحدود التي تقوم تركيا “بتدريبات عسكرية” على طولها في تهديد سافر للدولة السورية, وفقاً لما أفاد موقع صوت أميركا. تأمل تركيا ومعها داعميها الغربيين بأن حالة الفوضى ستؤدي الى انتفاضة كردية مسلحة ضد النظام القائم في سوريا مما يشكل “نقطة تحول” في محاولات زعزعة الاستقرار التي فشلت في تحقيق مآربها على طوال سبعة أشهر.
تم استكمال الاغتيال بمجموعة من الرجال المسلحين الغامضين الذين انتهزوا الفرصة لمهاجمة موكب جنازة التمو, الأمر الذي أسفر عن مقتل عدد من المشيعين فضلاً عن استفزاز الأقلية الكردية في سوريا كي تنغمس في أعمال العنف الجارية في البلاد. تم نقل تفاصيل خبر اطلاق النار عبر المرصد السوري لحقوق الانسان – مقره لندن, وهو الواجهة الدعائية الشهيرة التي يتم الاشارة الى تقاريرها المنقولة والغير واضحة في وسائل الاعالم الغربي على انها “حقائق.” خلص التشخيص الذي روجت له كل من هيئة الإذاعة البريطانية BBC ووزارة الخارجية الأمريكية الى أن الحكومة السورية هي من قامت بأعمال اطلاق النار, الأمر الذي يضفي مزيداً من الشك حول مرتكبي عملية الاغتيال وحوادث اطلاق النار التي جرت لا حقاً خلال جنازة التمو – إن السيناريو الذي تحلم به الدول الغربية وتعمل جاهدةً على تحقيقه هو سقوط الأسد جراء انجرار المجتمع السوري الى حرب أهلية دامية على غرار ليبيا.
تجدر الاشارة الى أنه من أصل حركة المعارضة السورية, كان مشعل التمو أحد المعارضين القلائل الرافضين للتدخل الأجنبي في الشؤون السورية, حيث رفض حضور مؤتمر المعارضة الذي عقد في تركيا على هذا الأساس. ويجب أن نلاحظ أيضاً بأن كافة الأقليات في سوريا, من بينهم الأكراد لم تنضم الى الحركة الاحتجاجية على نطاق واسع حتى الآن. عكفت مراكز البحوث ووسائل الاعلام الغربية الممولة من قبل الشركات على وضع صورة تخيلية لاحتملات انخراط الميليشيات الكردية في الانتفاضة التي تمولها الولايات المتحدة الأمريكية, حيث يبدو بأن الأكراد يقفون موقف الحياد لحد الآن. أشار المقال الذي نشرته صحيفة الوول ستريت جورنال بعنوان “الأكراد ما بعد الأسد, مع احلام من الحكم الذاتي” الى الدور الصامت الذي يلعبه الأكراد و الى ترددهم في توسيع التزاماتهم تجاه الانتفاضة. حيث كان اغتيال التمو المناورة الجيوسياسية اللازمة لتحفيز أكراد سوريا ودفعهم الى أبعد من الحياد والتردد.
بعد أشهر من التعثر, وفشل المعارضة المسلحة المتمثلة بتنظيم الاخوان المسلمين وبعض الجماعات المتطرفة المسلحة في حربها ضد الحكومة السورية, نلحظ الهوس الغربي الواضح في السعي الى مواصلة الحرب مع سوريا. إن شبكات الدعاية الغربية, بما فيها BBC, الجزيرة و “هيئات الدفاع عن حقوق الانسان” ليست سوى واجهات ممولة بشكل كامل من شركات لها مصالحها الخاصة والتي تقوم بناءً على تلك المصالح بفبركة الأخبار وتلفيق القصص والروايات عن المجازر التي ترتكبها حكومة الأسد. حيث أشارت منظمة العفو الدولية – التي يمولها سوروس في احدى تقاريرها (الصفحة10) الى أن أحد الناشطين “تم قتله بوحشية” ولكن تبين لاحقاً بأن ذلك الناشط على قيد الحياة وبصحة جيدة. قد تكشف منظمة العفو الدولية فيما بعد عن مدى هشاشة هذا النوع من المعلومات والذي لم يكن له أي أساس من الصحة, سوى دعم الماكينة الدعائية الهائلة الموجهة ضد الحكومة السورية. بعد فشل قرار الأمم المتحدة, والرفض التام من قبل روسيا والصين, وامتناع عدد من دول مجموعة ال BRIC عن التصويت, يتم اتخاذ تدابير أكثر صرامة وقسوة على الدولة السورية, بما في ذلك احتمال القيام بعمل عسكري أحادي الجانب تنفذه تركيا نيابة عن حلف الناتو والشراكات الداعمة له.
VN:F [1.9.11_1134]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق