يونية 2011 |
4 |
شاركنا فى ثورة 25 يناير منذ اليوم الأول مع الاحترام للدكتور عصام العريان، ونحن بالاشتراك مع التيارات السياسية المصرية حددنا يوم 25 للثورة قبلها بشهر كامل، وتحديداً فى ديسمبر 2010.
والأمريكان لم يدعموا الثورة، وإذا صرح بذلك الرئيس الأمريكى أوباما فهو مخطط خبيث، ونحن لن نعمل على حكم مصر الآن، والعادلى هو الذى خطط لاقتحام السجون وأقسام الشرطة لإشاعة الفوضى، لكننا الذين أفشلنا حوار عمر سليمان مع التيارات السياسية.
اليساريون والليبراليون والعلمانيون علهيم احترام الاستفتاء بعد أن قال الشعب كلمته بنسبة 77% بنعم للتعديلات الدستورية، أليست هذه الديمقراطية، أما القيادى التاريخى كمال الهلباوى مع احترامنا له، فيعبر عن نفسه لأن الإخوان المسلمين جماعة مؤسسية، وحزبنا مفصول ومتصل بالجماعة الآن، ولكننا سنترك مساحة للآخرين حتى لا ينظروا إلينا كطلاب حكم وسلطة، وعن تصريحات البرادعى فى السى إن إن، أقول إنه هذا منطق الضعيف ومنطق النظام السابق تماماً مثل ادعاءات نيويورك تايمز الأمريكية برواية التمويل لبعض شباب الثورة.
وفى النهاية سنقدم فؤاد علام للمحاكمة بتهمة قتل كمال السنانيرى قريباً ولن نترك الذين أساءوا للإخوان تاريخياً.
هذا ما صرح به لنا أحمد أبوبركة القيادى فى جماعة الإخوان، وعضو مجلس الشعب السابق وأحد مؤسسى حزب "الحرية والعدالة" والمتخصص فى الشئون الدستورية والتشريعية.
- هل تريدون حكم مصر؟
مصر فى هذه المرحلة تحتاج إلى تكاتف كل جهود أبنائها وإلى من يخلص لهذا الوطن وأن يكون حرصه الأول بناء وطنياً يجمع كل ألوان الطيف السياسى الوطنى الموجود وينتقل إلى بناء الدولة على أسس تحترم التعددية وتحترم تداول السلطة وتحترم الإفصاح الحر النزيه عن إرادة الناخبين الواعية المدركة، وتوفر لهم البيانات بشكل سهل وطبيعى وتلقائى عن كل ما يدور فى المجتمع حتى إذا ما عبر المواطن عن رأيه عبر على بينة حقيقية من علم وليس دعاية تؤثر على اختياراته، حينها إذن نحقق مرحلة الانتقال فى بناء الدولة الاقتصادى والسياسى على كل المحاور، وعلى رأسها محور الإنسان المصرى.
- لكن فى سى إن إن الدكتور البرادعى حذر الغرب والأمريكان من وصول الإخوان إلى الحكم؟
هذا منهج الضعيف دائماً ومن لا يجد له سنداً أولاً هو يستطيع أن يمد جسوراً بينه وبين الشعب، وهذه الفزاعة استخدمها الرؤساء، ليس فى مصر فقط، ولكن فى سائر دول الدنيا، وعملوا على أن يفزعوا المجتمع العالمى من فصيل له جذور ممتدة وله مشروع ينبع من الشعب ويتفاعل مع طموحاته وآماله.
- لكن أنتم من ساعدتم البرادعى فى توقيع بيانه للتغيير؟
نحن نعمل من أجل التغيير منذ سنوات طويلة، وقدمنا فى سبيل ذلك تضحيات وهى تضحيات قليلة فى سبيل استحقاق تغيير النظام، والشعب المصرى العظيم أيد الدعوة المباركة من بدايتها التى يتبناها الإخوان المسلمون، ونحن من قدمنا تضحيات كبيرة، وبالتالى كل من يسعى لتقديم جهد وكل من يساعد علي التغيير أو يشارك فيه نحن نرحب به سواء أكان البرادعى أم غيره، بغض النظر عن خلفياته أو مواقفه، لذلك فتحنا ذراعينا وقمنا بمد اليد لكل المصريين بدءاً من القوميين واليساريين والليبراليين، لكى نعمل معاً من أجل التغيير المشروع، وقدمنا فى ذلك نماذج، ولم نقف عن حد الشعارات والخطب، ونذكر أنه عند التعديلات الدستورية فى 2007، تم اعتقال 3600 عضو من الإخوان المسلمين، وسقط شهداء منا، وتم إصابة العشرات بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطى.
ولو نذكر خلال الخمس سنوات الماضية خلال وجود 88 عضواً إخوانياً فى البرلمان عندما خرج الناس للتظاهر أمام البرلمان محتمين بهؤلاء النواب، والذى أبدع هذه الحالة هم نواب الإخوان بالأساس عندما كانت تسد أمامهم الأبواب.
- ولكن الآن الكل يتخوف من الإخوان، وصبحى صالح عندما تكلم قال إن الإسلام هو الحل ولا يوجد يسارى علمانى أو مسلم علمانى أو مسلم يسارى أو قومى وإنما المسلم مسلم فقط؟ هل يمكن أن نتكلم بصراحة؟
نتكلم بصراحة، بعد الاستفتاء وجدنا أنماطاً مخيفة أكبر ما يخيفنا هو اختلاف الإيمان بالديمقراطية أى عندما نحتكم إلى الشعب فى اختيار معين لإرادة الشعب، والشعب يقول كلمته ويختار، فإن أبسط قواعد الديمقراطية هى أن يلزم الجميع أن ينفذ إرادته.
جميعاً متفقون على معالم المرحلة ووجوب تأسيس حكم ديمقراطى رشيد ووجوب إعلاء كرامة المواطن المصرى فى أوسع نطاق، كل ذلك لا خلاف عليه بين القوى السياسية، الخلاف نشأ عندما صار الحديث عن جدول زمنى،
ل الانتخابات البرلمانية أولاً أم الانتخابات الرئاسية أولاً؟، أم تعديل الدستور أولاً؟، وصار هناك جدل بسبب اختيار الإخوان نتيجة الاستفتاء وعملوا بها.
- ولكن عندما أعلنوا أنهم سيدخلون بنسبة معينة فى البرلمان فوجئنا بأن النسبة بدأت تزيد على مراحل؟
هذا صحيح، ولكن الإخوان لم يغيروا مواقفهم، وعندما تحدثوا عن التقدم للترشيح على 30 أو 35% لابد أن يرشحوا أكثر من ذلك، حتى يتسنى لنا الوصول إلى الهدف المراد تحقيقه، بمعنى أن أرشح 45% أو 50% حتى أحصل على الـ 35، لأن الانتخابات مفتوحة والشعب له حرية الاختيار فى انتخابات نزيهة لن يعبث بها أحد، أو يزورها أحد مثل النظام السابق الفاسد، والناخبون قد يجدون فى بعض الدوائر من هم أفضل من الإخوان وهذه هى الديمقراطية، وعلى الإخوان أن يأخذوا حذرهم ويرفعوا النسبة المحددة حتى يصلوا لى الهدف.
- قلتم أكثر من مرة أنكم لن ترشحوا أحداً لرئاسة الجمهورية، ولكن الدكتور أبوالفتوح رشح نفسه رسمياً ولاشك أنه يعتمد على الإخوان؟
موقف الجماعة من الترشح للرئاسة واضح، ولن تقدم مرشحاً للرئاسة، وأيضاً لن تدعم أى فرد يتقدم للترشيح للرئاسة وليس لديها سياج حديدى حتى تكتم أفواه أعضائها، فهى منفتحة وتترك لأفرادها حرية الاختيار فى ضوء محددات قدرتها، وعندما تعلن موقفها من المفترض أن يلتزم به الجميع، فإذا خرج واحد عن هذا الاجتماع وشق الصف، وترشح فإنها لن تدعمه سواء الدكتور أبوالفتوح أم غيره لأنه لم يأخذ رأى الجماعة عندما تقدم للترشيح.
- وهل الجماعة سوف تأخذ قراراً ضده؟
لن أخذ قراراً ضد أبوالفتوح ولكن لن ندعمه إذا استمر فى الترشح.
- حزب العدالة والحرية قام على مبادىء وطنية ووجدنا أنفسنا أمام حزب وطنى من الجماعة المصرية هل هذا حيلة فى البداية؟
لا هو موقف مبدئى، وليس حيلة، وفى صلب برنامج الحزب إستراتيجية فيها كل ما يهم المواطن، من بناء الدولة والنظام السياسى والتنمية الشاملة، تنمية بشرية ـ عمرانية، إلى آخر مفردات التنمية المتكاملة، ثم ننتقل بعد ذلك إلى النظام الاقتصادى وقضايا الفقر والبطالة وكل مشاكل المجتمع.
- بخصوص الجماعة والحزب هل هناك ارتباط بين الجماعة والحزب أم لا؟
على مستوى البناء التنظيمى هناك استقلال كامل بين الجماعة والحزب، وعلى مستوى البناء العضوى هناك استقلال على مستوى المنهج، لكن هناك توافقاً على مستوى الأفكار، وهناك رؤية واحدة، اختلاف بين الجماعة والحزب وليس هناك فصل، أما على مستوى البناء التنظيمى هناك فصل حاد، بمعنى أنه عندما ينشأ الحزب ويكتسب الشخصية القانونية ينطلق من رؤيته وبرنامجه ورسالته ومبادئه، ليحقق أهدافه فى الحياة السياسية المصرية من خلال مؤسساته التى أبدعتها اللائحة الداخلية له بمختلف مستوياتها التنظيمية ومكتمل كل مقوماته فى إطار لائحة القانون المصرى المنظم للأحزاب، لكى يتخذ الحزب خياراته وتتحد قراراته على كل مستوى ليؤدى رسالته فى المجتمع وهنا استقلال تام عن الجماعة، فلن يرجع فى قراراته إلى الجماعة ولن تفرض الجماعة رؤيتها أو إرادتها على الحزب فى قرار من قراراته، وكل فرد يتولى منصباً قيادياً فى الحزب لن يتولى منصباً فى الجماعة وسيترك منصبه فوراً.
- الدكتور عصام العريان ذكر قبل الثورة بأنكم لن تشاركوا فى مظاهرات 25 يناير، ولم تكونوا أنتم البادئين كيف أصبحتم رقم واحد؟
لا أحب الحديث عن المظهرية، إنما أتحدث بواقع أنا عملى الأساسى فى المجال الأهلى وعملت فى مهنة المحاماة، ومارست مهنة التدريس فى الجامعة فى أكثر من مكان، لكن عملى الأساسى وعشقى الأول هو المحاماة، وعلمتنى المحاماة ألا أتحدث خارج المستندات، وألا أتكلم خارج الواقع الذى يشتمل على الأدلة. الإخوان المسلمون كانوا من المهمشين من قبل والبعض يريد أن يهمشهم فى مثل هذه الأحداث، والأحداث الكبرى نجد الشباب فى الصدر، لأن الشباب هم عماد المجتمع، لأنه كما تعلم حرب أكتوبر من شارك فيها الشباب وأكثر الشهداء من الشباب التجليات الكبرى ــ وأحداث 25، هذه الأحداث المهمة كان العنصر الرئيسى الحاضر فيها الشباب وليس معنى ذلك أن يسمى الحدث حدث شباب فلم تكن حرب أكتوبر حرب شباب، وبالتالى هى ثورة شعب وكل ما يوصفها بهذا الوصف هو وصف ناقص، ثانياً أنها ثورة ثقيلة الوزن عظيمة القدر وأنها ليست وليدة اللحظة بل هى على مدار جهاد طويل من أفراد حرموا من حرياتهم وحرموا من أرزاقهم ووظائفهم وكفاءتهم وأقصوا من أماكن كانوا يستحقونها بالكفاءة والخبرة ودخلوا السجن وصودرت أموالهم وكل مصرى حرم من العلاج وكل مصرى أهين فى قسم الشرطة وكل مصرى منع من التصويت الحر، ذلك عاد بالاحتقان في صدره وبركان يغلى عاد ثائراً فى هذه الثورة.
- نحن نتحدث عن وقائع بأنكم لم تشاركوا فى 25 يناير؟
غير صحيح بالمرة، وهذا قول يكذبه الواقع، لأنه أنشىء قبل الثورة الجمعية المصرية من أجل التغيير، و6 إبريل فى آخر 2007، وهى اللجنة التى تضم شباب يناير ـ 6 إبريل ـ وحزب الغد ـ وحزب الجبهة كانت هذه اللجنة تجتمع كل أسبوع وتتظاهر احتجاجاً على ما يمارس فى أقسام الشرطة، وهى التى أسست تجمع خالد سعيد، وأحداث عين شمس وإمبابة وعماد الكبير، وهى اللجنة التى حددت يوم 25 يناير بالأساس، لكى يكون يوماً أساسياً ضد التعذيب، وكان ذلك من شهر ديسمبر 2010، وكنا ننظم فاعلياتنا بشكل محدود وأمام النقابات، وأقسام شرطة التعذيب فى المحافظات، وقمنا بعمل وقفات احتجاجية فى جميع المحافظات، وطالبنا بشيئين هما إنهاء قانون الطوارىء وإقالة حبيب العادلى وأنا كنت أمثل الإخوان المسلمين فى هذه التجمعات، ولما انتشرت الدعوة ووصلت للشباب تم إنشاء صفحات على الفيس بوك وجاءت ثورة تونس، وحدث التغيير بدأت هذه الثورة تلهمنا بأن التغيير ممكن فى مصر بعد أن كان مستحيلاً فى الظن والحلم.
ومحاضر الاجتماعات موجودة وأسماء المشاركين، وكان ذلك قبل أحداث تونس، ولكن كانت المطالب تتمحور حول انتهاء التعذيب وحالة الطوارىء، ومن هنا تم اختيار يوم 25 يناير، يوم عيد الشرطة لقيام الثورة، وعندما وقعت أحداث تونس بدأت تزداد المطالب، وأضيف مطلب جديد وهو حل مجلسى الشعب والشورى المزورين.
- هل لديك مستندات بذلك؟
نعم لدينا المستندات ومحاضر الاجتماع، وهذه البيانات منشورة على موقع إخوان أون لاين وبالتالى كان القراء الذين قرروا أن يشاركوا الإخوان فى 25 مشاركة تلهم المجتمع، العناية الإلهية وحتى لا نتهم بالاستقواء أو الاستعلاء لأنه عند أى فاعلية تشارك فيها القوى السياسية والإخوان كنا نشارك بنصف العدد المشارك فى هذه الفاعلية، فكانوا يتهموننا بالاستقواء والاستعلاء والسيطرة على الحدث، كذلك اتخذنا قراراً بمشاركتنا فى أحداث 25 يناير بعدد رمزى مثل القوى السياسية الأخرى، وكنا نسهم بما تسهم به كل القوى السياسية من مشاركة لأشخاص وتوقع الجميع أن يشارك حوالى 500 من عناصر القوى الوطنية فى وسط البلد واتفقنا على المساهمة بهذا العدد، وتم توزيعهم كالتالى أعضاء مجلس الشعب 88 وأعضاء المجالس النقابية 454، المجالس العمالية عددهم فوق العشرين، وتم توزيعهم كالتالى أعضاء مجلس الشعب والنقابات أمام دار القضاء العالى، العمال فى رمسيس والشباب كباقى التجمعات فى دوران شبرا، وفى عين شمس أمام أقسام الشرطة وفى الهرم وباقى المحافظات، وجاء يوم 25 وكنا موجودين من اللحظة الأولى أمام دار القضاء العالى، وسحل منا من سحل، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر صلاح عبدالمقصود ومحمد عبدالقدوس، و كل ذلك مسجل وموثق بكاميرات التليفزيون والكاميرات الخاصة، جرح حازم فاروق عضو مجلس الشعب فى مشهد لا يقدر أحد أن ينكره، وغيره من المشاهد المصورة لقد كنا موجودين منذ اللحظة الأولى للحدث.
- قلتم إنكم لم تخططوا لهذه الثورة من قبل، ولكن سقف المطالب ارتفع بعد أن تحاورتم مع نائب الرئيس السابق عمر سليمان، وأنا أتوقف هنا للتاريخ عند حرق أقسام الشرطة وبث الرعب وتهريب معتقلين من السجون مثل سجن حزب الله فى شهاب وسجن حماس، وقد تواجدوا في بيوتهم بعد 6 ساعات؟! بم تفسر ذلك هل كان لديكم دور كما اتهمكم اللواء فؤاد علام؟!
لقد تعودنا علي هذه الاتهامات وهو منهج قديم كان يردده النظام الحاكم، كما كان يستخدمه أمن الدولة سابقاً، مثل فؤاد علام وغيره من الذين ارتكبوا جرائم قتل بأيدهم ضد إخوان من الإخوان المسلمين، مثل فؤاد علام المتهم بقتل السنانيرى، وهذا ملف سنفتحه قريباً للنائب العام ليتولى التحقيق فيه، ولكن عندما يأتى نائب عام مستقل أى منتخب، الإخوان دائماً فى حركتهم يربطون تحركاتهم فى إطار القانون وحكم المشروعية وحماية مؤسسات الدولة، أتحدى من يثبت أن أحداً من الإخوان قد أفسد شيئاً أو أتلف أو أحرق أو لم يمنع حرق أى مقر عام ونأخذ ملف مسألة السجون الذى فتح السجون ضباط أمن الدولة، ومعاونوهم من القسم الخاص الذى أنشأه حبيب العادلى فى خطة محكمة معدة مسبقاً، وهذه الوثيقة موجودة لدينا، وهذه الخطة من أحكام وكل ما حدث من استخدام البلطجية وحرق الكنائس والفتنة الطائفية والذى فتح السجون هو الذى سحب الحراسات من كل الأماكن، أنا كنت فى التحرير يوم 28 وعندما شاهدت انسحاب قوات الأمن فكرت فى شىء ما يحدث لأنه عندما حدث انسحاب الضباط والصف والجنود إلى وزارة الداخلية والتخلى عن سلاحهم وملابسهم الرسمية واستبدالها بملابس مدنية، ومنهم من مشى بملابس داخلية وأنا عندما شاهدت ذلك انتبانى خوف على البلد وانطلقت كالمجنون إلى نقطة، وأنا أعرفها لأنها فى طريقى بشكل مستمر وهو الشارع الموجود بين السفارة الأمريكية والبريطانية، وهذه النقطة لا تخلو من القوة الأمنية علي مدار الساعة وقلت الشاهد الحاسم هذه النقطة وهذه النقطة ليست بها مظاهرات وقلت فى نفسى إذا وجدتها موجودة يبقى الانسحاب فردياً ولكن عندما لم أجد أحداً أيقنت بأن هناك تعليمات صدرت بالانسحاب فعلا، لأن هذا المكان حيوى وحساس.
- يعنى الإخوان لم يشاركوا فى فتح السجون، فكيف وصل سامى شهاب إلى بيروت وسجين حماس إلى غزة؟
شىء طبيعى جداً، لأنهم أفراد فى السجون فعندما يخرج ماذا يفعل، الموبايلات ساعدت على فعل كل شىء، فيمكن أن يتصل بأعوانه فى الخارج يساعدونه فى توفير سيارة، أما سجين حماس فقد وصل إلى غزة عن طريق سيارة لأننا كنا فى حالة فوضى، أما سجين حزب الله لا أعلم كيف خرج، لا أعرف كيف ولا بيروت ويسأل عنه المطار.
أما الإخوان فقبض على 36 من مكتب الإرشاد يوم 25 يناير ووضعوهم فى سجن وادى النطرون، وبرج العرب، وبعد فتح السجن جلسوا في صحن السجن لا يعلمون ماذا يفعلون، لأنهم لم يجدوا إدارة أو ضباط أو غير ذلك، فخرجوا على أرجلهم واستقلوا سيارات، وشاركوا بعد ذلك فى الثورة، ومنهم عصام العريان، محمد البلتاجى سعد الحسينى والكتاتنى وأحمد دياب ومجموعة كبيرة جداً سجنت وخرجت بعد فتح السجون.
وقبل 25 يناير تم استدعاء مكاتب الإخوان على مستوى الجمهورية مع أمن الدولة ودار حوار ملخصه أنها الأخيرة بين النظام والإخوان، وأن النظام سوف يقتل الإخوان فى الشوارع، وكان رد مكاتب الإخوان علي مستوى الجمهورية واحداً، وهو بأننا لا نرهب ولا نهدد ونحن مع شعبنا ضد الفساد والقهر فى كل مكان وكل الميادين.
- حوار اللواء عمر سليمان كان حول نهاية عملية التوريث، وحل مجلسى الشعب والشورى وعدم الترشيح لمبارك مرة أخرى، وكلها مطالب نفذت لماذا ارتفع سقف المطالب؟
ارتفع سقف المطالب لأننا تعودنا على ألا نثق فى هذا النظام، والإخوان قدموا الخبرة للثورة والنصيحة لأننا أصحاب نضال طويل مع الأنظمة منذ تأسيس الجماعة فى عام 1928، وهذه الثورة نجحت بإخلاص الشعب المصرى وبأصحاب الخبرة، وفى القلب الإخوان المسلمون والكل شهد بذلك وهم ليس على اتفاق مع الإخوان المسلمين، د. رفعت السعيد، بلال فضل، الموسيقار عمار الشريعى، وجميعهم اتفقوا علي أنه فى اللحظات الحرجة والحاسمة فى مشوار الثورة كان الفضل للإخوان.
- هل أنتم من خلع النظام؟!
الشعب المصرى هو الذى خلع النظام، فى موقعة الجمل كان موجوداً الفريق أحمد شفيق، رئيساً للوزراء، واللواء محمود وجدى، وزيراً للداخلية، ألم يأتك شعور بأنه عندما خطب الرئيس مبارك وتعاطف معه الشعب، وبدأ الناس فى الميدان نكتفى بذلك ونقول أنجزنا المهمة، هل هناك جهازً داخلى وخارجي عمل على إفساد ذلك؟ من أعمالهم سلط عليهم بالفعل، كان هذا الخطاب العاطفى بامتيار مؤثراً، فى شق الصفوف، وانقسم الشعب بالفعل، فالرجل لن يترشح ولن يورث، حتى وجدنا الدموع فى الفضائيات مثل منى الشاذلى وهناء السمرى وسيد على والذين يطلقون على أنفسهم إعلاماً مستقلاً، لكنها إرادة الله الذى لا راد لمشيئته وهذا الغباء الذى يسيطر علي الطاغية فى لحظات معينة ويسلط الله عليه نفسه كما يقول القرآن فى أهل خيبر.
- هناك كلام أن الإخوان تصدوا لموقعة الجمل بسلاح كان بحوزتهم؟
الإخوان تصدوا لموقعة الجمل بصدورهم العارية، وهم الذين حموا الميدان وبشهادة الجميع لولا وجود الإخوان فى هذا اليوم لتعثرت الثورة وانتهت.
- هل أنتم الذين أفشلتم الحوار مع عمر سليمان؟
طبعاً نحن من قطع الطريق على هذا الحوار حتى تسير الثورة وتحقق نتائجها.
- هناك كلام كثير جداً عن مصادر تمويل الجماعة والحزب، نريد أن نعرف مصادر هذا التمويل الكبير الحجم؟
عظيم جداً، هذا حزب كبير ونعتمد فى تمويله على اشتراكات الأعضاء حيث رسم العضوية 200 جنيه، والاشتراك السنوى 150 جنيهاً، أى أن العضو يدفع 350 جنيهاً فى 8 آلاف عضو حوالى 4 ملايين جنيه أو أكثر، هذا فضلاً عن أن مجموعة من المؤسسين أنا واحد منهم، تبرعوا بتكاليف النشر لإشهار الحزب، ومعى حوالى 40 واحداً من المؤسسين وسوف نفتح باب الاشتراك فى الأيام المقبلة ويتوقع لنا أن يصل فى العضوية 100ألف عضو فى 350 جنيهاً أى مبلغ 35 مليون جنيه وهذا مبلغ يكفى الحزب للانطلاق.
- ومن أين حصلتم على المقارات الموجودة الآن فى المقطم والمنيل وغيرهم؟
هذه أولاً ليست مقارات الحزب، ولكنها مقارات الجماعة، والجماعة تمول نفسها ولا تتلقى أى مساعدات أو مبالغ مالية من خارجها فهى تمول نفسها عن طريق أعضائها وكل عضو فيها على مستوى الجمهورية يدفع شهرياً 10 جنيهات وبالتالى مصادر التمويل من جيوب الأعضاء.
- اختيار يوم 25 يناير لم يكن به شبهة بأن هذا اليوم هو يوم عيد الشرطة المصرية ضد الاستعمار الإنجليزى حين تصدت الشرطة للاحتلال الإنجليزى فى الإسماعيلية، لكن المظالم التى حدثت خلال 60 عاماً فإن اختياره يعنى أنه رد إنجليزى!
يا سيدى هذه إرادة شعب، تتحدث عن قهر للشعب المصرى، تتحدث عن استعباد للشعب، تتحدث عن ظلم لقدرات مصر، وتقزيم دورها الإقليمى، تتحدث عن إنهاء دور مصر الحضارى حينما يأتى هذا اليوم وهو عيد الشرطة وهى التى تضرب المواطنين، قلنا إن هذه الشرطة فى يوم عيدها دائماً يوماً حزيناً ويوماً كئيباً على مصر، يوم مرارة على المصريين، فلا يوجد مصرى يذكر يوم الاحتلال الإنجليزى، ولكن يذكر يوم السواد ويوم العذاب الذى يلقاه علي أيدى هذه الشرطة الآثمة فى أقسام الشرطة، وبالتالى تأجج الغضب فى الصدور وبالتالى أردنا أن نجعل من هذا اليوم يوماً أسود عليهم بغض النظر عن أنه كان فيه يوم عيد، أم لا.
- لاحظنا أن الولايات المتحدة الأمريكية الشريك الإستراتيجى لمصر تطالب التعبير NOW، الآن. الآن. وكذلك دول الاتحاد الأوروبى، برغم أن الإخوان كانوا الكثرة فى ميدان التحرير؟!
الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبى كيانات تبحث عن مصالحها وكيانات تجيد المناورة ولديها مؤسسات تستطيع أن تقرأ الأحداث وتستشرف صور المستقبل، ولقد أيقنت بأن هذه ثورة شعب وثورات الشعوب لن يستطيع أن يقف أمامها أى شخص، وهم فى سبيل حماية مصالحهم علي استعداد الوقوف مع هذه الثورة، وبالتالى ليس حباً فى عيون الشعب، ولكن لمصالحهم، ونظام مبارك قدم لهم الكثير، وهم لديهم التجارب، فهم ساندو شاه إيران حتى اللحظات الأخيرة وضاعت منهم إيران وأصبحت عدواً لهم، فهم لا يريدون تكرار التجربة حتى تصبح المنطقة كلها إيران أو معادية لهم.
- بما نفسر وجود الأسطول الخامس والسادس فى البحرين الأبيض والأحمر مع وجود إسرائيل على الحدود وكلام أمريكا الآن، لأن تسميها لمصالحهم؟
نعم لمصالحهم.
- وهل هذا له علاقة بالاجتماع الذى تم بين الدكتور سعد الحسينى والكتاتنى وعصام العريان وقيادات كبيرة من الإخوان مع سكوبى السفيرة الأمريكية؟
لا ليس له علاقة، الجلسات التى كانت تتم بين الجماعة وأى مسئول أجنبى يأتى لمصر تتم فى وجود قوى وطنية أخرى لأننا نتحدث عن مستقبل بلادنا، وكانوا يسألوننا عن ماذا تحتاج مصر فى هذه المرحلة، والأمريكان كان موقفهم متخاذلاً ولم يقولوا NOW، إلا بعد أن تأكدوا من نجاح الثورة، وكان التغيير قد حدث بالفعل.
- وما رأيك فى كلامهم بأنهم دربوا الثوار على الثورة ودفعهم معونات بالملايين وهذا كلامهم وليس كلامنا؟
يخطىء من يظن أن الشباب تلقى أى دعم مالى أو مادى للقيام بالثورة، فالشباب موجود كما قلت فى كل حدث عظيم، وهذه ثورة شعب والأسباب التى أدت للقيام بهذه الثورة هو فساد مبارك، وإهانة الشعب واحتقاره هو الذى دفع هذا الشعب العظيم إلى القيام بهذه الثورة، ولكن لا أنكر أن هناك منظمات أهلية تلقت دعماً مالياً منذ عام 89، ولكن من الظلم اتهام كل من قاموا بالثورة شأنهم تلقوا تدريباً وأموالاً من أجلها، وأذكرك بقول هيلارى كلينتون، بأننا فوجئنا بثورة مصر وغيرها من قادة الاتحاد الأوروبى، والذى يروج لهذه الفكرة سواء مانشر فى نيويورك تايمز وغيرها إنما يروج للنظام القديم ويريدون تشويه وجه الثورة المشرق وهذه قتل الشعب المصرى وتشويه له.
- هل كان هناك مخطط للأمريكيين بتقسيم مصر دولتين قبطية وإسلامية؟
دائماً نقول فى القانون البلاغ هو أصل الدعوة وعندما يقول إنه درب قوى الثورة ومدهم بالمال فهذا غير صحيح وكذب لأن أوباما قال، لقد فوجئنا بالثورات العربية، هذا هو الكلام الصادق لأنه كان فى البداية، أييد وتحفظ وتوارى لمدة ثمانية أيام فى شكل مخز ثم عاد بعد أن تأكد أن الثورة نجحت ليقول Now بعد أن تأكد من نجاح الثورة وهذا يثبت أنه متخبط، وهذا هو الواقع، ولكن عندما يأتى بعد أربع أشهر و يقول أنا مولت وساعدت فهذا اختراع وتقليل من الثورة ووراؤه أهداف خبيثة.
المصدر: الأهرام العربى
بقلم: مهدى مصطفى اسامة الدليل محمد زكى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق