الأربعاء، 16 نوفمبر 2011

الصندوق الأسود. لميدان التحرير

يونية 2011
18
المصدر: الأهرام العربى


منطقي جدا: أن تحاول أجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والإيرانية والألمانية والبريطانية أن تخترق الصندوق الأسود للثورة المصرية حتى تتبين: أي نظام سيخلف مبارك؟ ما توجهات مصر في المستقبل؟، أي قوى سياسية ستنجح في حشد الجماهير من ورائها؟ ما الأجندة الجديدة في القاهرة عاصمة أضخم و أكبر دولة في الشرق الأوسط سياسيا واقتصاديا واجتماعيا؟، هل هناك (نوايا) للإضرار بمصالح الغرب أوإسرائيل؟. إلى أي مدى يعبر ميدان التحرير عن توجهات الرأي العام المصري؟ هل هناك جديد في الشخصية المصرية بعد 25 يناير من شأنه أن يعيد ترتيب الأولويات والحسابات عندما يتعلق الأمر. باختراق المجتمع المصري؟
- منطقي جدا. بالتالي: أن يكون لهذه الأجهزة صندوقها الأسود الخاص بها داخل ميدان التحرير وخارجه، أي أن يكون لها رجال داخل الحدث لرصد المعلومات وتحليلها وأن تعمل على تجنيد بعض صناع الحدث لإنتاج المزيد. من الأحداث، ألا تنتظر فهم ما جرى وكيف جرى ولماذا. بل تخلق أيضا مجريات جديدة لصالحها. أن تستغل أجهزة المخابرات الأجنبية حالة الفوضى في مصر منذ 25 يناير الماضي في إعادة إنتاج الفوضى لترتيب الأجندة السياسية والاجتماعية والثقافية للمصريين وفق مصالحها، وأن تستثمر حالة الفراغ الأمني في التأثيرعلى المعادلات الطائفية والفئوية وتفجير التناقضات الاجتماعية بما يخدم أيضا. مصالحها، وأن تسهم بالشائعات وبالدعم المباشر وغير المباشر في تخريب القدرات والإمكانات التي يمكن للمصريين استغلالها في إحباط إرادتها في تركيع مصر، وأن تخترق الكنائس والمساجد وحتى عشش الصفيح في المناطق العشوائية، وأن تحاول هذه الأجهزة الاتصال بأطراف وطنية متعددة للحصول على معلومات تشير للاتجاه الذي يمكن أن تتخذه الحياة السياسية في مصر في المستقبل، وأن تعمل على تجنيد عملاء محليين لإمدادهم مستقبلا بالمعلومات الإستراتيجية، وأن يكون لها جواسيس محليون لاستخدامهم في تنفيذ عمليات تخريبية. أيضا!!
غير منطقي بالمرة: أن ينجحوا في ذلك!!
- جاسوس برخصة
منذ 25 يناير الماضي وهناك سؤال وجيه لا يريد أحد أن يسأله: إذا كان نظام مبارك عميلا لأمريكا وحارسا أمينا على مصالح الغرب وإسرائيل فلماذا تواطأت عليه واشنطن وعواصم الغرب - وفي مقدمتها لندن وباريس - و كذلك تل أبيب؟. السؤل الأوجه: لماذا تحرص أجهزة المخابرات ) الإيرانية والإسرائيلية بالذات (على المقامرة بدفع عملاء من الوزن الثقيل للتجول في شوارع القاهرة. وهم يعرفون جيدا أن جهاز المخابرات العامة المصرية لم يتم حله؟ هل كان حل جهاز مباحث أمن الدولة من بين المغريات التي قادتهم لعدم الاكتراث في تأمين جواسيسهم. أم أن ضغط احتياجاتهم الاستخباراتية هو الذي دفعهم للمغامرة؟
إيلان حاييم ضابط الموساد الإسرائيلي الذي وقع في أيدي المخابرات العامة المصرية هو مجرد حلقة في سلسلة من الجواسيس الذين تم ضبطهم في القاهرة أخيرا، وهو مثال للصيد الثمين إذا عرفنا أن شباك القاهرة لم تصطد جاسوسا بوزنه من ضباط الموساد منذ 50 سنة. وهو مجرد سمكة صغيرة تم الإعلان عن صيدها تمهيدا للإعلان عن الصيد الكبير. الذي قد يضم عناصر من وحدة ( كيدون) التابعة للمخابرات العسكرية الإسرائيلية (أمان) والتي تعمل بشكل مباشر مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نيتانياهو. ولا يمكن - في النهاية - أن نتوقع أقل من فضيحة لافون جديدة في مصر. والواقع أنه وفق أفضل وأدق المعلومات المتاحة بين أيدينا في مجلة «الأهرام العربي» فإن الشباك المصرية منذ 25 يناير الماضي قد تمكنت من حصد رءوس عدد كبير من الجواسيس الذين يعملون لحساب الموساد والمخابرات الإيرانية والأمريكية كلهم كانوا يعملون تحت ستار العمل الصحفي أو الدبلوماسي أو. المنظمات الإغاثية!!
وفي ميدان التحرير ومن حوله وفي العديد من البقاع المصرية. و منذ 25 يناير الماضي تم القبض على جاسوس إسرائيلي في مدينة السويس. ومن الإسكندرية جاسوس أردني يدعى خالد عوض غزال يعمل لحساب الموساد وأرسل إليهم بتقارير ومعلومات مهمة عن الأحداث في مصر الثورة وما بعدها. وتم الإعلان عن القبض على شريكه السوداني عمر دفع الله. ومن شارع جامعة الدول العربية بحي المهندسين بالجيزة تم صيد الإيراني قاسم الحسيني المستشار الثالث ببعثة رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة (قبل طرده من القاهرة بنهاية الشهر الماضي) وفى يد المخابرات المصرية عشرات الجواسيس من جنسيات مختلفة يعملون لحساب الاستخبارات الإسرائيلية والبريطانية والألمانية والمخابرات المركزية الأمريكية. معظمهم دخل مصر وفي جواز سفره مكتوب. المهنة: صحفي!!
علميا: يعمل الصحفيون ورجال المخابرات في بيئة واحدة، ويقوم كل منهم بالحصول على المعلومات بوسائل ومناهج متطابقة، وبينما يعمل الصحفيون على توفير المعلومات اللازمة للرأي العام لتفسير وتحليل الظواهر الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. يعمل رجال المخابرات على توفير المعلومات اللازمة للقيادة السياسية للتنبؤ بالظواهر الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. الصحفي جوهر عمله هو الخبر. أي ما جرى وكيف ولماذا وأين ومتى جرى. ورجل المخابرات جوهر عمله في النبأ. أي ما سوف يجرى. ولماذا سيجرى؟ وفي الطريق عادة ما تتلاقى الوجوه!!
- جواسيس الثورة
لم يكن في ميدان التحرير بداية من الرابعة عصر يوم 25 يناير الماضي أي من الوجوه الغريبة. كان المحتجون يتوافدون إلى الميدان في ذات الوقت الذي كان فيه عملاء أجهزة المخابرات الأجنبية ( المقيمين) يتوافدون بالعشرات إلى مطار القاهرة. ومنه إلى الأردن وأنقرة وتونس ودبي وتل أبيب، لكن بالمقابل كانت هناك وجوه قد تسلمت منهم المهمة. بعضهم وفد إلى القاهرة قبل 25 يناير مباشرة. و البعض الآخر دخل البلاد بصفته صحفيا أو مراسلا لمحطة تليفزيون أجنبية!!
وفيما تلا من أحداث، كانت القنابل المسيلة للدموع تعمي الأعين وتحرق أغشية الأنوف في أغلب شوارع القاهرة. بينما أعصاب أجهزة مخابرات العالم تحترق. كانت القاهرة ترزح تحت ستر ثقيلة من الرعب، السجون تغلي وتفور بإجرام نزلائها. وأقسام الشرطة تحترق بالجملة. عندما تمكن أحد أفراد أمن مؤسسة الأهرام من القبض على شاب كان يقوم بإحراق الأدوار العليا من مبنى مجمع المحاكم والنيابات في شارع الجلاء. وفقا لرواية فرد الأمن الذي احتفظ باسمه ووصفه: استسلم عندما قمت بشد أجزاء مسدسي في الظلام. وقد تبين لي أنه وصل للقاهرة قبل 25 يناير وأنه مصري يحمل جواز سفر أمريكيا. و قد تم تسليمه للقوات المسلحة!!
بعد انهيار جهاز الشرطة في 27 يناير . كان الرعب قد دفع آلاف الشباب المصري في مختلف الأحياء الشعبية للخروج بعدة القتال المصرية التقليدية لحماية الأموال والأعراض. ما عرف بعد ذلك باسم ( اللجان الشعبية)، ومن منطقة الأزبكية. سمعت من شهود عيان في 29 يناير حكاية المرأة الجميلة المحجبة صاحبة الطفل الرضيع. تقول الحكاية التي وقعت تفاصيلها في شارع رمسيس وتداولها الأهالي في حينه: أن سيدة ترتدي إسدالا أسود اللون وتحتضن رضيعا ملفوفا في بطانية صغيرة كانت بصحبة رجل مصري في سيارة خاصة. أثارت بجمالها ودلالها شهية بعض أفراد اللجنة الشعبية وعندما حاولوا التودد إليها لم يجدوا ممانعة من قائد السيارة، ما دفعهم. للارتياب في العلاقة ما بينهما ( السيدة وصاحب السيارة) فطلبوا منها النزول من السيارة فارتبكت. وعندما تجرأ أحدهم وحاول إخراجها بالقوة وقع منها الرضيع بلفافته. دون أن يصدر عنه أي بكاء. كان الرضيع عبارة عن مدفع رشاش وعدد من الأسلحة الصغيرة (مسدسات) محشوة بكامل ذخيرتها. وقد تم تسليم السيارة براكبتها وصاحبها للقوات المسلحة.
و قرب مبنى مؤسسة أخبار اليوم الصحفية، تمكن أهالي رملة بولاق أبوالعلا من القبض على سيارة 11 راكبا تحمل لوحات أرقام تابعة للجماهيرية الليبية. وتم تسليم كامل ركابها الليبيين للقوات المسلحة ومعهم كميات من الأسلحة والذخائر. وفى شارع 26 يوليو. قام شباب بولاق بالقبض على إيرانيين تابعين للحرس الثوري الإيراني وتسليمهم بأسلحتهم لرجال الجيش المصري. قبل خطبة الجمعة التي خطب فيها خامنئي في طهران باللغة العربية والتي اعتبر فيها أن الثورة المصرية هي امتداد للثورة الإسلامية الإيرانية. وبعد ذلك بأيام قلائل: ألقى السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله خطابا من بيروت للمتظاهرين في ميدان التحرير أكد فيه بالحرف: أن رجالنا بينكم وعلى استعداد لدعمكم وتقديم كل العون. وقد كان هذا الخطاب على مبعدة أيام من العملية التي قام بها جواسيس حسن نصر الله في سجن المرج العمومي. حيث تم تهريب مسجونين تابعين لحزب الله كانا قيد الحبس في قضية تهريب أسلحة عبر سيناء. وقد ظهرا في وسائل الإعلام اللبنانية بعد أيام معدودة من قيام الثورة المصرية!!
كان حظر التجوال في بدايته فرصة للمواطنين المصريين في الإسكندرية والسويس والقاهرة لأن يقدموا برهانا على حيوية الشخصية المصرية الأصيلة، وبالذات فيما يتصل بجوانب النخوة والمبادرة بالدفاع عن الممتلكات والأعراض. وكان فرصة أيضا ( بالقدر نفسه) في أن يقتطع المواطنون باختلاف طبقاتهم (جزءا) من السلطة المسئولة. فتوفر بين أيديهم البرهان على وجود الاختراق الأجنبي. وقد تمكن الكثير من المواطنين من القبض على عدد كبير من الأجانب الذين زعموا أنهم صحفيون أو مراسلون أجانب لشبكات تليفزيون. بعضهم تعرض للاعتداء البدني كونه ضبط متلبسا إما بالتحريض على العنف والتخريب. و إما بالإلحاح على الحصول على معلومات معينة أو الإمعان في تصوير مناطق عسكرية. وقد تسلمتهم القوات المسلحة في وقت ناشدت فيه الخارجية الأمريكية السلطات المعنية في القاهرة وقف الاعتداء على الصحفيين الأجانب. هذه المناشدات خفتت تماما بعدها بأيام. و لم يطلق سراح أغلب من زعموا أنهم مراسلون !!
ومنذ ما أطلق عليه إعلاميا (موقعة الجمل ) ومن بين المعتصمين في ميدان التحرير كان هناك عدد كبير من الاجانب يحملون أجهزة كومبيوتر (لاب توب) وأجهزة اتصالات بالأقمار الصناعية. وكانوا يقيمون في خيام ملاصقة للجماعات الإسلامية. وكان منهم من يقدم مجانا الأقلام الملونة ولوحات الكارتون للشباب ويشجعهم على كتابة شعارات بالإنجليزية مناهضة للنظام السياسي ولمبارك. و تحفل الصور الفوتوغرافية التي تناقلتها وكالات الأنباء خيامهم وصورهم. وحتى اللافتات التي كانوا يشاركون بها بأنفسهم في الاعتصام داخل الميدان. ومع ذلك كان أغلبهم يصر على أنه مراسل صحفي. رغم أن المراسلين ينقلون الأحداث. لا يصنعونها أو يشاركون فيها (ضمانا للدقة والنزاهة في نقل الاحداث. نظريا). ومن الغريب أن الجاسوس الإسرائيلي الذي تم الإعلان عن القبض عليه أخيرا قامت وكالات الأنباء بتصويره وبث صورته وهو يحمل لافتة تنتقد الرئيس أوباما في قلب ميدان التحرير!!
في يوم الخميس 10 فبراير انتشرت في القاهرة شائعة كان مصدرها صحيفة الجارديان البريطانية تقول إن ثروة مبارك 70 مليار دولار. كانت هذه الشائعة واحدة من أبرز العمليات النفسية التي قادتها بمهارة المخابرات البريطانية. وحتى اليوم لم تعتذر الصحيفة عن الخبر، ولم تكشف مصادر معلوماتها ولم يرجح البريطانيون أنفسهم المعلومة بعد رحيل مبارك. ولم يطالب أحد هذه الصحيفة بالكشف عن مصادر معلوماتها أو الاعتذار عنها. لكن الخبر الذي تمت إشاعته منسوبا للجارديان أشعل نيران الغليان الشعبي في ميدان التحرير وخارجه. و خلع مواطن مصري كامل ملابسه جهارا نهارا ليرتدي كفنا وكتب على لافتة صغيرة 70(مليار اً في 6 جنيهات يساوي 420 مليار جنيه. عايز حقي). لقد كان هذا المجهود الذي تم عبر التسريبات الصحفية أشد وقعا من إعلان النائب الأمريكي الشهير جون كيري أن واشنطن تتحفظ على ثروة مبارك البالغة 31 مليار دولار. قبل أن يعتذر بعدها بيومين، ليشير إلى أنه كان يقصد العقيد القذافي لا مبارك!!
وعندما أعلن عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة السابق ونائب رئيس الجمهورية خبر تنحي مبارك على الهواء مباشرة وقت غروب شمس الجمعة 11 فبراير. كانت شوارع وسط القاهرة تعج بالمحتفلين من الأجانب الذين كانوا يشغلون (كل) غرف الفنادق الصغيرة المتناثرة في شارع سليمان باشا وهدى شعراوي ومحمود بسيوني وشريف، وشهدت مقاهي منطقة وسط البلد احتفالاتهم الصاخبة وهم يمسكون بالأعلام المصرية وشعارات الثورة المصرية. يختلطون بشباب مصريين مهلهلي الملابس وبعضهم يبدو في حالة غريبة ومنفرة من حيث مظهره الشخصي. وبعضهم يرتدي السراويل القصيرة ويعقص شعره على هيئة (ذيل حصان) وكأنهم يريدون من خلال مظهرهم أن يميزوا أنفسهم كفئة أو طبقة. هذا المشهد كان يتكرر في شوارع القاهرة - ولا يزال حتى اليوم - وعلى المقاهي القريبة من ميدان التحرير. و بالذات مقهى الحرية بمنطقة باب اللوق. حيث تجرع المحتفلون الأجانب - منذ تنحى مبارك في 11 فبراير وحتى اليوم - كميات ضخمة من زجاجات البيرة حرصوا على التصوير إلى جوارها. بينما كتبوا بالإنجليزية على باب المقهى ذاته (الذي تعرض في الأحداث لضرب الرصاص ولاتزال أبوابه المعدنية الخارجية تحتفظ بآثار هذه الطلقات لليوم) أريد أن أرى رئيسا سابقا قبل أن أموت. بالصيغة التالية:
I want to see ex president be4 I die . ومن المثير أن أحدا لم يتوقف أمام اللافتات الضخمة في ميدان التحرير طيلة الاعتصامات والتي كتبت باللغة الإنجليزية الركيكة وأهمها الشعب يريد إزالة النظام أو People want removal of regime وغيرها من اللافتات التي تطالب برحيل مبارك باللغة الإنجليزية وكأنها موجهة للخارج لا للداخل!!
- الأهداف والاحتياجات
كل من شارك في الاعتصام والتظاهر يعتبر أنه صاحب حق في الثورة المصرية. وبالذات أولئك الذين نزلوا للاعتصام والاحتجاج في ميدان التحرير. ومن بعد تنحي مبارك بأيام قليلة شاعت في الأوساط الاجتماعية والثقافية موجة من الفرز (من كان حقا في التحرير ومن لم يكن في الميدان) واليوم تقف صورة جاسوس الموساد برهانا على مشاركته في الاعتصام والتظاهر في ميدان التحرير. فهل يمكن الإقرار بحصته من النضال ومن النصر في الثورة المصرية؟. و إذا ما كانت الإجابة بالنفي: فهل يتم تجريد غيره من الأجانب العاملين في المنظمات الحقوقية والإغاثية من حصتهم في هذا الانتصار؟. و إذا ما كانت الإجابة بالإيجاب. فأي إرادة مصرية خالصة صنعت هذه الثورة؟. ألا يعد إقراراً للأجانب بوقوفهم التضامني إلى جوار الثوار تسليما بحقهم في اقتسام النصر وبالتالي حصتهم من إرادة التغيير فيما وراء عصر مبارك؟
هناك أسئلة تدور منذ 11 فبراير ولاتزال حائرة دون إجابة: إذا كان نظام مبارك قد تسبب في تراجع النفوذ الإقليمي لمصر في الشرق الأوسط. فلماذا لم تستعد مصر مكانتها ودورها الإقليميين فور سقوط هذا النظام. و ما الذي يعيق استعادة مصر لهذا الدور الإقليمي.؟، وإذا كانت الدولة المصرية - سواء قبل 25 يناير أو أثناء الانتفاضة الشعبية أو حتى تنحي مبارك عن الحكم في 11 فبراير - لم تكن تعاني أي فراغ إستراتيجي. فلماذا تريد القوى الأجنبية التدخل لإعادة ترتيب الأجندة الإستراتيجية لمصر وكأنه لا وجود للدولة؟. السؤال المنطقي هنا: هل كانت انتفاضة 25 يناير ضد النظام أم ضد الدولة. وإذا كانت قد نجحت في إسقاط النظام فلماذا الحرص على ألا يكون هناك نظام بديل. حتى اليوم.؟ وإذا كان المتظاهرون قد ثاروا من أجل قيام دولة ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان وسيادة القانون. فلماذا انفجرت الطائفية وتناثرت أعمال التمييز على أساس عرقي وطائفي وداست القوى السياسية (بالذات الائتلافات الثورية) على كل مباديء قبول الآخر؟. والأهم: إذا كان إسقاط نظام مبارك هدفا إستراتيجيا دفعت أجهزة المخابرات الأجنبية عناصرها لتشارك فيه. فلماذا كانوا موجودين بعد رحيل مبارك. في كل أحداث الفتنة الطائفية. وحتى التعدي على قسم شرطة الأزبكية. منذ أقل من أسبوعين، أو لم تنته المهمة. أم أنها. بدأت بالفعل؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق